Discover
خبر وتحليل

خبر وتحليل
Author: مونت كارلو الدولية / MCD
Subscribed: 288Played: 11,823Subscribe
Share
© Monte Carlo Doualiya
Description
فقرة إخبارية تتناول خبراً أو حدثاً لشرح أبعاده وتداعياته، تُبَثّ على مدار الأسبوع عند الساعة الرابعة والربع صباحاً بتوقيت باريس ويُعاد بثها خلال الفترات الإخبارية الصباحية والمسائية.
1527 Episodes
Reverse
جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركرون، أول أمس الجمعة، ثقته في سيبستيان لوكورنو من أجل تشكيل حكومة جديدة بالرغم من استقالة هذا الأخير منذ أيام وبالرغم أيضا من معارضة أغلب الأحزاب. ذلك أن إعادة التعيين هذه تحيل لدى الكثيرين منهم على أصرار الرئيس على فرض خياراته السابقة وعدم الاكتراث بالرأي العام المعارض لها. هو إصرار يحيل في النهاية على ما يبدو على رفض الرئيس ماكرون لتحمل مسؤوليتين. مسؤولية حل البرلمان في شهر يونيو 2024، ثم مسؤولية الاعتراف بهزيمته في الانتخابات المبكرة التي انتظمت نهاية نفس الشهر. إن حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها فرنسا اليوم وطبيعة الرهانات الداخلية والخارجية تتعارض كليا مع إصرار الرئيس ماكرون على نفس الخيارات منذ أكثر من سنة. وهو إصرار لامه عليه حتى أقرب المقربين منه. ذلك أن قرار حل البرلمان فاجئ الكثيرين من داخل حكومته آنذاك وخاصة من القيادات المعروفة في التحالف الرآسي وعلى رأسها رئيس الحكومة وقتها غبريال آتال. وقد تأكد أن خيار ماكرون لم يكن صائبا بعد أن تراجع عدد نواب تحالفه في برلمان لم يفرز أغلبية واضحة بالرغم من تصدر الجبهة الشعبية الجديدة النتائج. فأصل المأزق اليوم كما يراه حتى أنصار ماكرون كان في حل البرلمان الذي لم يكن مبررا سياسيا. لكن رغم ما آلت إليه تلك الانتخابات من تراجع لممثلي الرئيس في البرلمان ورغم تصدر اليسار الموحد في الجبهة الشعبية الجديدة للنتائج، فإن قصر الإليزيه اختار التوجه نحو أحزاب اليمين التقليدي بما فيه البعض ممن عرفوا بمواقفهم المتطرفة مثل وزير الداخلية برونو روتايو. وقد مثل هذا الاختيار بداية القطيعة بين ماكرون والشارع الفرنسي الذي صوت في عمومه ضد توجهاته. من جهة ثانية، ورغم سقوط حكومتين اختارهما ماكرون، بفعل العجز على إيجاد أغلبية برلمانية تسند هذه الخيارات، فإنه واصل نفس التوجه يمينا من حيث اختيار الوزراء، كما واصل اختيار رئيس الحكومة فقط من بين المقربين منهم مثل فرونسوا بايرو والمكلف الحالي سيباستيان لوكورنو. فكأن لسان حاله يقول: لم ينتصر أحد في الانتخابات، إذن فإنني لم أخسر، ولذا أبقى صاحب القرار والاختيار. في نفس الوقت، يتزايد القلق الشعبي وكذلك قلق المؤسسات من هذه الضبابية السياسية خاصة في ظل اقتراب موعد إقرار ميزانية الدولة للسنة المقبلة. وهو وضع يتطلب أكثر حكمة في قصر الإيليزي والتوجه ربما نحو خيارين معقولين: إما حكومة تترأسها شخصية جامعة من الحزب الاشتراكي، أو حكومة تكنوقراط غير مسيسة.
اعتبر البيت الأبيض أن لجنة جائزة نوبل للسلام "تقدم السياسة على السلام"، في تعليقها على منح اللجنة جائزة نوبل للسلام لعام 2025، لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو. وقالت اللجنة في بيان لها إن ماتشادو فازت "بفضل عملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية". تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً أخرى لا تعترف بنيكولاس مادورو، الذي تولى السلطة منذ عام ٢٠١٣، وتتهمه بأنه اغتصب السلطة، ولذا جرى الاعتراف بإدموندو غونزاليس أوروتيا، فائزًا في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية الذي كانت ماريا كورينا ماتشادو ممثلته على الساحة الفنزويلية. وفي هذا السياق أشاد غونزاليس أوروتيا، المنفي حاليًا في إسبانيا، بنيل رفيقة نضاله الجائزة ووصفها بأنها "مستحقة". بينما تحتفل المعارضة الفنزويلية بهذا التقدير العالمي، سادت الخيبة عند مناصري الرئيس دونالد ترامب. إذ لطالما ردد إنه يستحق الحصول على الجائزة لحله عدة نزاعات حول العالم. هكذا لم ينجح سيد البيت الأبيض الحالي أن يكون رابع رئيس أميركي ينال الجائزة بعد تيودور روزفلت، وودرو ويلسون وباراك اوباما . فيما يتعدى الجائزة ومن يحصل عليها، ينبغي التساؤل حول التفتيش عن السلام الضائع في غمار الفوضى الاستراتيجية واحتدام الصراع الدولي . في ماض ٍ ليس ببعيد، نال أنور السادات ومناحيم بيغن وإسحاق رابين وياسر عرفات جائزة نوبل للسلام، ولم يحل السلام في الشرق الأوسط المنهك بأطول صراع إقليمي في التاريخ الحديث وهو الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. لقد اعتقد دونالد ترامب أن تمرير خطته لوقف حرب غزة يمكن أن يعزز حظوظه، لكن السلام الحقيقي ليس من الضرورة أن يكون على الموعد نظراً لظلال الشك التي تحيط بالخطة وأفقها. أما فشل ترامب الآخر، فتمثل في عدم القدرة على تجميد النزاع الأوكراني، أو الوصول لتسوية مع فلاديمير بوتين. وفي الإجمال تعتبر الجائزة تحت قيادة غربية ولم تهتم بها يوما دول مثل الصين وروسيا بالرغم من بيان الكرملين تأييده منحها لترامب. على صعيد آخر، كل الحلول التي توصّل لها ترامب مثل الصراع بين إيران وإسرائيل، أو بين الهند وباكستان، فقد بقيت النزاعات مجمدة وقابلة للانفجار. لا نبخس حق ترامب على اندفاعته وما يسميه انتزاع السلام بالقوة، لكن يبدو جلياً عدم القدرة على إطفاء جذوة الصراعات لأن عدم وجود محكومية في العالم وتضييع دور الأمم المتحدة لا يسهمان في ذلك.
بعد الاتفاق على المرحلة الأولى من تطبيق خطته، ترامب يعلن إنهاء الحرب في غزة وسيكون حاضراً في المنطقة بالتزامن مع تبادل إطلاق الرهائن والأسرى. نجحت الضغوط الأمريكية في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الاولى من تطبيق خطة ترامب لإنهاء الحرب. وقبل إعلان الحكومة الإسرائيلية، يوم الخميس، مصادقتها على الاتفاق، قال الرئيس دونالد ترامب "أنهينا الحرب في غزة وسيكون هناك سلام قوي وصامد ودائم". وفي المقابل، طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنح ترامب جائزة نوبل للسلام. وبعد الإعلان عن الاتفاق ليل الأربعاء الخميس، علماً أن مفاوضات شرم الشيخ تفادت قضايا شائكة عدة منها حسم الانسحاب الإسرائيلي الكامل، كما أصرت حماس، ومنها أيضا مسألة نزع سلاح حماس التي أُرجئ البحث فيها إلى مفاوضات المرحلة التالية فور الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى بتبادل إطلاق الأسرى يوم الاثنين المقبل، وإكمال الانسحاب الجزئي وبدء إدخال المساعدات. وطلب الرئيس المصري أمس وقف إطلاق النار فورا من دون انتظار التوقيع الرسمي على الاتفاق. وكانت ضمانات عدم استئناف الحرب شغلت حيزا مهما من المفاوضات من دون أي حسم. واعتبر ضغط ترامب على الجانبين وتصميمه على إنهاء الحرب بمثابة الضمان الأفضل. وبدوره، تجنب الرئيس الأمريكي الخوض في ملفات المرحلة التالية ومنها الدولة الفلسطينية، لكنه شدد على نزع سلاح حركة حماس والانسحاب الإسرائيلي من القطاع. فيما ركزت المواقف العربية على التزام تنفيذ اتفاق غزة والبناء عليه للتوصل إلى سلام دائم قائم على حل الدولتين. وقبيل وصول ترامب إلى المنطقة بعد غد الأحد، يفترض أن تنهي حماس الاستعدادات لتسليم الرهائن، وأن تستكمل عملية فتح المعابر أمام شاحنات المساعدات، بعدما أعلن نتنياهو وقف كل العمليات الهجومية. وقبيل الدخول في مفاوضات المرحلة التالية، كان هناك موقف لافت لأحد قياديي حماس رفض فيه تشكيل مجلس السلام برئاسة ترامب. كما أن المراجع المكلفة بتنسيق المفاوضات تنتظر القرارات النهائية في شأن الهيئة السياسية والقوة الأمنية اللتين سيتوليان إدارة قطاع غزة فور الاتفاق على إجراءات إنهاء حكم حماس.
إسرائيل وحماس تتوصلان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية أمريكية والرئيس الاميركي مدعو لحضور التوقيع على الاتفاق في القاهرة غداً الجمعة.
مفاوضات شرم الشيخ في أجواء مختلفة عن جولات التفاوض السابقة، ورغم عقدة الانسحابات الإسرائيلية فإن الرئيس الأميركي يلح على التوصل إلى اتفاق خلال هذا الاسبوع.
غزة: الحرب تنهي عامها الثاني على أمل أن تحمل خطة ترامب نهاية قريبة لها، وبالتزامن أحيت مصر الذكرى الـ 52 لحرب أكتوبر داعية الى ترسبخ السلام بإقامة دولة فلسطينية
انتخابات أولى في سوريا وسط انتقادات لآلية الانتخاب، لكن السلطة تأمل في أن يساعدها وجود برلمان على تعزيز شرعيتها.
إسراع الرئيس دونالد ترامب بالترحيب بالموافقة المشروطة لحركة حماس لخطته إنهاء الحرب في غزة، ومطالبته العلنية لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بوقف الهجمات الإسرائيلية، فاجأ نتنياهو الذي كان يأمل برفض حماس للخطة، الأمر الذي كان سيؤدي إلى تحقيق إسرئيل لكامل أهدافها العسكرية. تعرضت إسرائيل وحركة حماس في الأسابيع الاخيرة إلى ضغوط إقليمية ودولية قلصت من قدرتهما على مواصلة أطول حرب بين إسرائيل وطرف عربي. هذه الضغوط أتت من دول معادية وحليفة للطرفين. خلال هذه الفترة لم يخف الرئيس ترامب إحباطه وغضبه من السلوك المتهور لنتنياهو، كما بدا من رد فعله على الهجوم الإسرائيلي ضد قادة حماس في قطر، ولم يتردد في تحذير وتهديد حماس بالجحيم إذا لم تقبل خطته. من الواضح أن الرئيس الأميركي يريد إنهاء حرب غزة. ورحب بقبول حماس لخطته، وغالى في الترحيب لحد وصف ذلك اليوم بأنه ربما الأهم في تاريخ الحضارة. كما يريد ترامب إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وربما أيضا الحصول على جائزة نوبل للسلام. العزلة الدولية التي واجهتها إسرائيل خلال حرب السنتين بدت سافرة عندما خرج عشرات الديبلوماسيين من جميع أنحاء العالم من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، احتجاجا على خطاب نتنياهو وسياساته. وللمرة الأولى، قامت دول حليفة تاريخيا لإسرائيل مثل المملكة المتحدة وفرنسا وكندا وأستراليا بتحدي واشنطن والاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية. وشكر الرئيس ترامب في شريط الفيديو الذي سجله في البيت الأبيض الدول التي ساهمت في صياغة خطته، وذكر بالتحديد قطر والسعودية والاردن ومصر وتركيا. ولكن ترامب تجاهل ذكر إسرائيل أو نتنياهو. في المقابل، أدى دعم الدول العربية والمسلمة التي اجتمع قادتها مع الرئيس ترامب في نيويورك على هامش دورة الجمعية العامة، لخطة ترامب، على الرغم من تحفظهم على التعديلات التي أدخلها نتنياهو على النص، وضعت حركة حماس أمام خيارين :الرفض المستحيل أو القبول المؤلم. سوف تشهد الأيام والأسابيع المقبلة مفاوضات حساسة وصعبة بين حماس وإسرائيل عبر الولايات المتحدة وقطر ومصر لتوضيح البنود الغامضة في خطة ترامب، ومن بينها على سبيل المثال مصير سلاح حماس، ودورها في المستقبل، ورفض نتنياهو الواضح للدولة الفلسطينية في خطابه في الأمم المتحدة، وقبول خطة ترامب التي تتضمن خريطة طريق مشروطة تؤدي إلى مثل هذه الدولة، وأيضا مدى استعداد إسرائيل للانسحاب الكامل من غزة. وسوف يجد نتنياهو نفسه في مواجهة ضغوط داخلية من شركائه في الحكومة الذين تعهدوا بالتخلي عنه إذا نفذ خطة ترامب، وضغوط دولية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، إضافة إلى الدول العربية والمسلمة بعد الترحيب العالمي بالخطة. عزلة إسرائيل في العالم، تقابلها عزلة غير مسبوقة في الولايات المتحدة. وتبين استطلاعات الرأي المختلفة انحسار التأييد لإسرائيل في مختلف القطاعات. وجاء في استطلاع لصحيفة واشنطن بوست أن واحد وستين بالمئة من اليهود الأميركيين يقولون إن إسرائيل تمارس جرائم حرب في غزة، وأربعين بالمئة منهم يعتقدون أن إسرائيل ترتكب حرب إبادة ضد الفلسطينيين. وأظهر استطلاع لصحيفة نيويورك تايمز تحولات جذرية وسلبية تجاه إسرائيل بسبب ممارساتها ضد الفلسطينيين، وخاصة في أوساط الناخبين الديموقراطيين. وللمرة الأولى أيد خمسة وثلاثين بالمئة الفلسطينيين، وأربعة وثلاثين بالمئة إسرائيل. وطالب حوالي ستين بالمئة إسرائيل بإنهاء الحرب ضد غزة حتى إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن أو القضاء على حماس. ويعارض حوالي سبعين بالمئة من الناخبين الشباب تزويد إسرائيل بالمساعدات الاقتصادية والعسكرية. وللمرة الأولى صوتت أكثرية الاعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ على وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة.
تنذر التطورات الأخيرة بقرب حصول مواجهة ثانية وقاسية بين إسرائيل وإيران هذا العام، ويدلل على ذلك انسداد باب التفاوض بين واشنطن وطهران، وتفعيل آلية "سناب باك" التي أعادت العقوبات الأممية بشكل تلقائي ضد إيران. بالرغم من حديث العديد من المعنيين عن إمكانية العودة للمفاوضات، لكن التحركات العسكرية الأميركية المكثفة في الشرق الأوسط تشي بعكس ذلك، خاصة أنها تمثلت في إعادة انتشار واسع للأسطول الأميركي، وانتقال طائرات تزويد بالوقود إلى المنطقة، في تكرار مشابه لما سبق الضربات الجوية التي نفذت ضد أهداف إيرانية في يونيو/حزيران الماضي، بينما تستعد إسرائيل لرفع مستوى التأهب الأمني والدفاعي. يبدو أن طبول الحرب تدق في الإقليم، إذ أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي أن القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى لاحتمال اندلاع حرب، مؤكدا خلال لقائه قائد الحرس الثوري محمد باكبور أن عمليات تعزيز وتطوير المنظومات الدفاعية تسير بوتيرة متسارعة. من جهتها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن « الحرب الثانية مع إيران قادمة وستكون مختلفة عن سابقتها ». وتؤكد مصادر إيرانية أن التحضيرات في البلاد غير مسبوقة لأن الحرب قد تندلع في أي لحظة، وأن "حجم الأسلحة الدفاعية التي دخلت إيران في الشهرين الماضيين غير مسبوق". من دون المعرفة الدقيقة لنوعية الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي الجديدة التي يفترض أن طهران تسلمتها من روسيا والصين. ترتبط المخاوف من عودة المواجهة بالمأزق السياسي نظراً لرفض ايران المطالب الاميركية وأبرزها : وقف التخصيب، تسليم مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة عالية إلى الولايات المتحدة ( وليس نقله إلى روسيا كما كان يحصل سابقاً) ، عدم تخطي مديات الصواريخ الإيرانية الـ 300 كلم ووقف إمداد الأذرع الإيرانية في الاقليم. وتتلاقى هذه المطالب مع شروط الأوروبيين ومنها نقاش البرنامج الصاروخي والسلوك الإقليمي لطهران. في حال اندلاع مواجهة جديدة ووجدت إيران نفسها في موقع ضعف كبير، لا يستبعد هذه المرة أن تستعين بأذرعها في اليمن والعراق ولبنان. وحسب مصدر غربي، يمكن أن تتوسع الحرب هذه المرة وأن تقوم إسرائيل باستخدام الذكاء الاصطناعي وأن تضرب بشدة إيران واليمن وحرب الله في لبنان وكذلك القيام بعمليات خاصة في العراق. في سياق الصراع الدولي القائم، وفي إطار مواز، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر شن ضربات جديدة على إيران، معتبرًا أن التهديدات العسكرية المنسقة مع إجراءات اقتصادية تهدف إلى “خنق” طهران. وفي نفس الاتجاه، أعربت الصين عن قلقها من التصعيد. لكن روسيا المنغمسة في حرب أوكرانيا، والصين المعتمدة لسياسة القوة الناعمة لا تبدوان مستعدتين للانخراط في المواجهة القادمة مع إيران.
"حماس" والفصائل المتحالفة معها في لحظة صعبة لأنها مدعوة للاستسلام والخروج من المعادلة الفلسطينية، ليست لديها خيارات غير الموافقة ولو المشروطة على خطة ترامب.
ترامب يهدد "حماس" ويتعجّل موافقتها على خطته لإنهاء الحرب في غزة لكن تعديلات أدخلها نتنياهو أثارت استياء الوسطاء ولا سيما قطر التي أشارت إلى وجود بنود تحتاج إلى توضيح وتفاوض.
الأهم في خطة ترامب هو عنوان إنهاء الحرب الذي يلقى ترحيباً عالمياً لكنها تتضمن نقاطاً كثيرة غامضة من حيث تنفيذها ومرجعيتها القانونية والسياسية، كما أنها لا تشير مطلقاً الى "دولة فلسطينية".
ترامب حسم قرار إنهاء الحرب في غزة وخطته تتجاوز معظم العقبات التي أفشلت مفاوضات وقف إطلاق النار، لكن الاتفاق على تفاصيلها سيعتمد على مزيد من التفاوض.
تعددت خلال الأيام الأخيرة مظاهر التحرش الأمني والعسكري الروسي بأوروبا خاصة من خلال تزايد استعمال المسيرات ضد بلدان البلطيق وفنلندا. لكن بالرغم من خطورة هذا الاختراق الجوي الذي يضاف إلى مظاهر أخرى من الهرسلة الروسية، يبقى الرد الأوروبي دون المستوى المطلوب بما يعطي صورة التردد وحتى العجز. ذلك أن التحركات الرسمية للمسؤولين الأوروبيين وتصريحاتهم وحتى استعمال سلاح الجو، تبقى دون المستوى الذي يرفعه حجم التحدي. فكأن الاتحاد الأوروبي لم يخرج بعد من تحت مظلة حماية أمريكية لم يبق منها مع دونالد ترامب سوى الاسم. التحرش الروسي الذي وصل حد التهديد الأمني المباشر عبر المسيرات ليس بجديد، بل يمكن القول إنه يعود إلى سنة 2014 وضم شبه جزيرة القرم. ذلك أن هذا الحدث دشن بداية توجه طموحات فلاديمير بوتين غربا وشمالا والاقتراب أكثر من الحدود الأوروبية الشرقية. وقد اتخذ التحرش الروسي عديد الأشكال ليس أقلها الحرب المعلوماتية التي تمتد من تتالي حملات القرصنة الإلكترونية لتصل إلى قطع الكوابل البحرية لشبكة النت. وصل التحرش الروسي ببعض البلدان الأوروبية حد افتعال أزمات طائفية داخلية مثلما حصل في فرنسا عندما تمت كتابة شعارات معادية لليهود اتضح لاحقا أنها من فعل خارجي مرتبط بدوائر روسية. غير أن الخطر الأكبر في اعتقادنا يبقى التدخل الروسي في الحياة السياسية الداخلية لعديد البلدان الأوروبية. فقد أشارت عدة تقارير إلى دور موسكو في البركسيت وكذلك دورها في صعود فكتور أوربان إلى السلطة في المجر. وقرب موسكو من أغلب أحزاب أقصى اليمين المتطرف غير خافية وهي تتجاوز المساندة السياسية والمعلوماتية، عبر حملات التضليل الإعلامي مثلا، إلى الدعم المالي المباشر. لذلك فإن بوتين ليس في حاجة إلى الحرب ضد أوروبا لأنه قادر على افتكاكها من الداخل عبر أحزاب اليمين المتطرف القومي. مقابل هذه المخاطر الروسية المؤكدة والمتزايدة، يبدو أن الرد الأوروبي مازال رخوا وربما غير واعي بشكل كافي لحجم التحدي. فعلى المستوى العسكري تم تحريك بعض المقاتلات للتصدي للاختراقات الجوية. غير أن الطائرات المقاتلة تبقى عديمة الجدوى في مواجهة المسيرات. ربما يكون الحل فيما تم اقتراحه مؤخرا مثل الجدار المضاد للمسيرات، لكنه يبقى منقوصا طالما لم يصاحبه خطاب رسمي قوي. من جهة ثانية، على القوى الديمقراطية الأوروبية اليوم الكشف عن تقارب أحزاب اليمين المتطرف مع موسكو باعتبارها أصبحت أداة سياسية وإيديولوجية لخدمة روسيا وضرب الديمقراطية والحريات. إن موضوع روسيا هو أيضا رهان مجتمعي وليس فقط سياسي رسمي.
تدلل الأزمة السياسية التي تمر بها فرنسا على الحصيلة السلبية للرئيس ايمانويل ماكرون في السياسة الداخلية. في المقابل، إذا كان هناك مجال واحد يمكن لرئيس الجمهورية الفرنسية أن يتباهى به بتسجيل اختراقات، فهو السياسة الخارجية ولو بنسبة معينة. في الفترة الأخيرة يمكن أن يُنسب إلى ماكرون نجاحان في المسألتين الفلسطينية والأوكرانية. في الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ترأست فرنسا مع المملكة العربية السعودية مؤتمر "حل الدولتين". وكان لافتاً أنه بعد إعلان فرنسا اعترافها بدولة فلسطين، كرت سبحة اعترافات هامة مع المملكة المتحدة وكندا وأستراليا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو والبرتغال. وكان هذا كافياً لإثارة غضب نتنياهو، الذي رفض المرور بطائرته فوق الأراضي الفرنسية في طريقه إلى نيويورك ليس تفاديا للملاحقة بسبب مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، بل لإثبات تجاهله للترخيص الفرنسي وعدم اهتمامه بأي ترميم لعلاقته بالرئيس ماكرون. يعتبر البعض أن هذا النجاح رمزي، لكن لا يمكن عدم الأخذ بعين الاعتبار انطلاق ديناميكية عربية إسلامية كبيرة بقيادة السعودية تلاقت مع ديناميكية أوروبية بقيادة فرنسية، وهذا يعد حدثاً جديداً في تحولات النظام العالمي، وعملاً ديبلوماسياً للمستقبل. النجاح الماكروني الآخر، الأكثر تباينًا، هو التزام 26 دولة غربية، تم التوصل اليه بشق الأنفس، بضمان أمن أوكرانيا بعد وقف إطلاق نار افتراضي. يتفاوت هذا الالتزام بين دولة وأخرى، حيث يوافق بعضها على إرسال قوات برية، بينما يقتصر دعم البعض الآخر على المساعدة اللوجستية. وتجدر الإشارة إلى ان دونالد ترامب نفسه أشاد بدور نظيره الفرنسي في الدفاع عن الأمن الأوروبي وأمن أوكرانيا. بيد أنه في كلتا الحالتين، في الشرق الأوسط كما في أوكرانيا، من الواضح أن هذين النجاحين الدبلوماسيين لن يكون لهما أي تأثير ميداني مباشر . فيما يتعلق بفلسطين، فإن الاعتراف بالدولة ليس مجرد رمز. إنه عمل سياسي وقانوني كبير. إنه رهان فرنسي على المستقبل إذا بقي من مستقبل في الشرق الأوسط الملتهب أما في أوكرانيا فقد رفع الرئيس الفرنسي من لهجته وقال انه في مواجهة "الاستفزازات الروسية"، يقول إيمانويل ماكرون إن على حلف شمال الأطلسي "أن يصعد مستوى تدخله". بفضل تأكيد الأوروبيين على التزامهم في المسألة الاوكرانية، ودور ماكرون الأساسي في ذلك، طرأ تحول ايجابي في موقف دونالد ترامب بعد فشل قمة ألاسكا واكتشافه مدى مناورات فلاديمير بوتين ، علما ان "الولايات المتحدة هي أهم مزود للمعدات الدفاعية والهجومية" في أوكرانيا . ولذا ابتهج ماكرون لأن "تصريحات ترامب تساعد على زيادة الضغط حتى تعود روسيا إلى طاولة المفاوضات".
صعوبة الشروط الإسرائيلية حالت دون التوصل إلى اتفاق مع سوريا، لكن الوسيط الأمريكي طرح اتفاق خفض تصعيد كبديل مؤقت.
ترامب عرض على ممثلي ثماني دول عربية وإسلامية خطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتسليم إدارته إلى بعثة دولية. كما أعطى تعهداً بعدم ضمّ إسرائيل للضفة الغربية المحتلة. خطة الإدارة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن انسحاباً إسرائيلياً من القطاع، وتسليم إدارته إلى بعثة دولية تسعى واشنطن إلى أن تشارك فيها قوات من دول عربية وإسلامية، كما تتضمن تعهدا أمريكيا بعدم السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. وخلال اجتماع الرئيس دونالد ترامب مع ممثلي خمس دول عربية هي السعودية ومصر والإمارات وقطر والاردن، وثلاث دول أعضاء في منظمة التعاون الاسلامي هي تركيا وأندونيسيا وباكستان، اوضح الرئيس الأمريكي أن مشاركة هذه الدول في إرسال قوات إلى غزة هي لتمكين إسرائيل من الانسحاب، وأيضا لتمويل الفترة الانتقالية وإعادة الإعمار. وبعد الاجتماع ساد تقييم إيجابي لما طرح فيه. وأفاد بيان مشترك نشرته الخارجية المصرية بأن ممثلي الدول العربية والإسلامية أكدوا ضرورة إنهاء الحرب وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار بما يكفل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة. وقبل ذلك، وزع بيان لرئيس الوزراء المصري جاء فيه أن القاهرة لا تعارض نزع سلاح حركة حماس أو نشر قوة دولية في قطاع غزة، لكنها دعت إلى أن تكون أي ترتيبات من هذا النوع مشروطة بإطار سياسي شامل يقود إلى اقامة الدولة الفلسطينية وبضمانات دولية صارمة، في مقدمتها التزام أمريكي بمشاركة فاعلة على الأرض لضمان التزام إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه. وكررت القاهرة التحذير من الدخول في ترتيبات أمنية بمعزل عن إطار سياسي وجدول زمني واضح لإقامة دولة فلسطينية. ويفهم من هذا البيان المصري أن ما عرضه الرئيس الامريكي كان أفكارا أولية، وأن ممثلي الدول سألوا عن ضمانات للجانب الأمني والعسكري، وعن الأفق السياسي لما بعد الحرب. والأرجح أنه لا تزال هناك مساحات غامضة في أطروحات ترامب، وقد يوضحها في الأيام المقبلة بعد لقائه في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تصر حكومته على مواصلة الحرب لاحتلال كامل قطاع غزة، كما أن اعضاءها يطالبون بفرض السيادة على الضفة الغربية لقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية.
كما كان متوقعا رفض الرئيس الأمريكي اعترافات الدول الغربية بدولة فلسطين. وفي كلمته في افتتاح الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة تبنى الموقف الإسرائيلي القائل بأن تلك الاعترافات مكافأة كبيرة لحماس، التي اتهمها برفض وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. واعتبر أن الدول باعترافها من جانب واحد بدولة فلسطينية تشجع على استمرار الصراع، وقال إنه كان عليها أن تتحد للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن فورا. لكنه دعا بدوره إلى إنهاء الحرب في غزة ولم يقل كيف. ولدى مقارنة خطاب دونالد ترامب أمس بخطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين وحتى بتصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الأحد، يتبين الفارق الكبير في المقاربة. فالمسؤولان الأوروبيان عادا إلى جذور حل الدولتين في قرارات الشرعية الدولية، ليدعوا إلى إحياء هذا الخيار كأفضل أملا لإحلال السلام والأمن لجميع الأطراف. ومع أن الزعماء الثلاثة يلتقون عند هدف إنهاء الحرب في غزة، إلا أن ترامب لم يقدم اي ملمح لخطة ذكر أنه كان سيعرضها أمس على ممثلي سبع دول عربية وإسلامية. لكن هذه الدول وكذلك السلطة الفلسطينية بدت منسجمه مع أطروحة الرئيس الفرنسي التي دعت إلى إطلاق الرهائن وإنهاء الحرب ومن ثم دخول الإسرائيليين والفلسطينيين في مفاوضات لتنفيذ حل الدولتين. وكان ماكرون ستارمر ذكرا إسرائيل بالدعم الذي قدمته بريطانيا وفرنسا إليها منذ تأسيسها، وأوضحا أن الأهوال المتنامية في الحرب دفعتهما إلى العمل لإبقاء حل الدولتين ممكنا. كما حرصا على إبداء موقف صارم من حركة حماس، إذ قال ماكرون إنها هزمت عسكريا ويجب أن تهزم سياسيا، معتبرا ان الإدارة الانتقالية المقترحة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية ستعمل من خلال بعثة استقرار دوليه على استكمال تفكيك حماس ونزع سلاحها. اما ستارمر فأشار إلى أن حل الدولتين ليس مكافأة لحماس، لأنه يناقض رؤيتها تماما، كما يعني أنه لن يكون لها مستقبل أو دور في الحكم والأمن. ومن الواضح أن الدول التي اعترفت بدولة فلسطين وضعت ذلك في إطار إنهاء الحرب من أجل السلام، وليس تشجيعا لاستمرار الصراع كما قال ترامب، الذي يرفض أي اعتراف أمريكي مماثل، لكنه لا يفصح عن أي خيار بديل يفضي إلى السلام.
استمرت أمس موجه الاعترافات الغربية بالدولة الفلسطينية، لتبلغ ذروتها مع انعقاد قمة التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين بدعوة من فرنسا والسعودية. واتخذت هذه الخطوة السياسية بعدا مجتمعيا لافتا في فرنسا، حيث رفعت 52 بلدية العلم الفلسطيني على مقارها، رغم اعتراض وزارة الداخلية. كذلك في إيطاليا التي شهدت اضرابا عطل موانئها، وتظاهرات عمت المدن الرئيسية، احتجاجا على امتناع الحكومة عن الانضمام إلى الدول المعترفة بدولة فلسطين. وكما ساهم الحراك الشعبي في الوصول إلى تلك الاعترافات بالدولة، فإنه يركز شعاراته حاليا على وقف الإبادة والمجاعة، وعلى فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل. ومنذ مساء الأحد، بدا واضحا أن الإدارة الأمريكية التي رفضت الاعترافات بدولة فلسطين، تلقت الرسالة التي تطالب بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة. لذا دعا الرئيس دونالد ترامب ممثلي خمسة دول عربية هي السعودية والإمارات وقطر والأردن ومصر، ودولتين اسلاميتين هما تركيا وإندونيسيا، للاجتماع معهم اليوم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والبحث في خطة لإنهاء الحرب، وذلك قبل أن يناقش هذه الخطة لاحقا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض. وعرضت المعلومات المتداولة أربعة عناوين هي إنهاء الحرب وإطلاق الرهائن وانسحاب إسرائيلي وإدارة قطاع غزة بعد الحرب. وذكر أن حركه حماس سلمت الوسيط القطري رسالة موجهة إلى الرئيس ترامب، تعرض فيها هدنة لمدة 60 يوما لقاء تسليم نصف عدد الرهائن، وانسحابات إسرائيلية من مناطق عدة في القطاع. وليس واضحا ما الجديد في هذه الصيغة. اما بالنسبة الى خطة ترامب، فتتساءل مصادر مطلعة عما إذا كانت واشنطن حسمت خياراتها فعلا، وتقول إن الدول المدعوة تطالب بوقف الحرب في غزة والامتناع عن ضم أجزاء من الضفة الغربية، بحسب ما تلوح به إسرائيل، كرد على الاعترافات بدولة فلسطين. كما أن اجتماعا آخر بين ترامب ودول مجلس التعاون الخليجي سيتناول تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قطر، وتريد دول الخليج ضمانات أمريكية بأن هجوما كهذا لن يتكرر.