Discover
ريبورتاج
1165 Episodes
Reverse
افتتحت بغداد فعاليات معرضها الدولي للكتاب بدورته السادسة، المعرض الذي يمتد حتى الثالث عشر من الجاري، جمع مئات دور النشر من العراق والعواصم العربية، أجنحة ممتلئة بعناوين حديثة، وندوات تتوزع على مدار اليوم، وورش وفعاليات توقيع كتب، الحدث أشبه بمهرجان ثقافي لا مجرد سوق للكتب. أحمد عبد المجيد صاحب دار للنشر: "هذه المشاركة السادسة لنا في معرض بغداد الدولي للكتاب، هذه الفرصة تتيح الإلتقاء بالقارئ وزوار معرض الكتاب، وأيضا فرصة لعرض الإصدارات الجديدة والمشاركة مع بقية دور النشر، والمساهمة في إصدارات تونسية، من تأليف باحثين وكتاب من تونس، فعلًا نواجه تحديات بأن كتبتا تتواجد فقط خلال فترة المعرض". أروقته الواسعة امتلأت بوجوهٍ جاءت من كل المحافظات العراقية، كتاب، طلاب، عائلات، وقراء حملوا في جيوبهم أسئلة كثيرة، لعل الكتب تجيب عنها. هنا، ليست الغاية اقتناء كتاب فقط، بل محاولة لاستعادة طعم الحياة الذي تسرّب من بين أصابع العراقيين منذ سنوات طويلة. مصعب مزهر زائر للمعرض: "ظاهرة ثقافية وحضارية تدل على انتعاش صناعة الكتب وترويجها، الكتب تختلف حسب أذواق الناس، ولكل مجموعة من الناس أذواق معينة وبالنتيجة تستويها انواع معينة من الكتب، ناس تستهوي الكتب التأريخية، ناس تستهوي الكتب العلمية، ناس تستهوي كتب الشعر والأدب". بين جناحٍ وآخر، تختلف مشاهد الزوار فذاك طفل يمسك بكتاب يفوق حجمه، وهذا شاب يبحث عن عنوان قد يلوي ذراع يأسه، وتلك سيدة تتوقف طويلًا أمام كل رف، الصورة تعيد زمنًا كانت فيه القراءة طقسًا يوميًا، الجميع يقول إنهم يستذكرون علاقة قديمة بين العراقيين والكتاب. سارة محمد زائرة للمعرض: "أنا قادمة من مكان بعيد، منذ فترة وأنا في العراق مضى قرابة الشهر، كثير من الأمور أعجبتني هنا ومن بينها معرض بغداد الدولي، أحببت كل شيء فيه، الكتب، ومشاركة جميع الدول فيه، رأيت عدة فروع للدول، أحببت عروض الكتب خصوصًا القديمة منها". بين رفوف تتنفس ورقا وحكايات، تستعيد فيها بغداد جزءًا من زهوها، يخرج المثقف العراقي من باب المعرض محمًلا بكتب قد تمده بمزيد من الصبر وتحمل الواقع.
تصاعدت التهديدات الرقمية على الفلسطينيين تحديدا الصحفيين والناشطين عقب أكتوبر 2023، ما ترك أثره الكبير على حرية التعبير ونقل المعلومة وكذلك الشعور بالأمان. اختراق حسابات واغلاق بعضها، وحجب محتوى وتهديد وابتزاز. الانتهاك الأكبر على موقع انستغرام من ثم فيسبوك، ترك الناشطين والصحفيين والصحفيات في حالة خوف كبيرة أدت لرقابة ذاتيه. ريبورتاج شروق أسعد.
قدها، على قدر التحدي. ستيفن. مهند. عاصم. جاسمين. تاليا. وفريدة. أعضاء فرقة "دريم باند" من ذوي الاحتياجات الخاصة ومعظمهم من فاقدي البصر الذين تحمل فرقتهم الغنائية اسم الحلم في النجاح والتحدي رغم الصعوبات. "دريم باند" هو نتاج مبادرة قادرون باختلاف التي أطلقتها مصر في عام 2019، مستبدلة بهذا الاسم مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة، لتقديم المواهب الكبيرة لدى هذا القطاع الذي يبلغ عدده بحسب آخر احصائية 10 ملايين فرد. تشرح جاسمين وتاليا ومهند كيف كان اكتشاف موهبتهم في الغناء: مامي لما اكتشفت وحاسة ان انا صوتي حلو. بدأت ان هي تنمي ده ان انا بروح حفلات كتير. وبعدين اتجهنا بقى لدار الاوبرا المصرية لحد ما بقيت فيها. وبدأت أنميها بإن انا ادرس في الكونسرفاتوار. انا ماما اكتشفت موهبتي من وانا عندي ست سنين وانا بردو في دار الاوبرا وسولو في في دريم لاند. انا ماما اكتشفت موهبتي من وانا عندي خمس سنين ونص وده كان بعد حفلة قادرون باختلاف مصر بتسلم عليكم. غنى أعضاء "دريم باند" في احتفالية قادرون باختلاف وعرفوا من خلالها وبدأوا يصورون أغنياتهم وتشهد صفحاتهم على وسائل التواصل بكم التشجيع الذي يحصلون عليه. ولكن خلف هذا النجاح ستة من الأمهات الذين ثابروا ووضعوا أولادهم على الطريق. هدى صلاح. والدة عاصم احد اعضاء دريم باند. فكرة الباند ان هو قائم على ست امهات كل ام فيهم بتبذل اللي عندها باللي تعرفه. يعني في اللي ماسكة مثلا السوشيال ميديا في اللي بيدرب الولاد على الاغاني والموسيقى والنطق ويحضر لهم الموسيقى في اللي بتعمل. الملابس بتاعتهم الفاشنيستا اللي بتعمل لهم الملابس بتشتريها وبتنزل وبتتعب. الحقيقة كلنا في العلاقات العامة اللي بيحاول يتصل بالناس اللي احنا ممكن نوصل لهم او نشوف الاستوديو اللي نسجل فيه العمل اللي احنا بنقوم بيه. فالحقيقة احنا ست امهات خلية نحل فعلا. ستة من القادرين باختلاف تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاما هم مثال ومثلهم كثر يثبت أن الروح إذا كانت حرة قادرة فلا تحدها قدرات الجسد. دينا إبراهيم. من القاهرة. مونت كارلو الدولية.
تبدو سوريا وكأنها خرجت من سجن لتدخل آخر. انطباع تمكنا من الحصول عليه عند سؤالنا سوريين كثر: كيف هو الحال في العهد الجديد. الهاجس الأمني، شعور اشترك به السوريون على اختلافهم والمسافات فيما بينهم، و يعتبر البعض ان الأمن الذي بشّر به المنتصرون لم يتحقق، يرى أحمد و هو من سكان المزة جنوب العاصمة أن الوضع العام يتجه نحو الأسوأ. تقف خلف هذا الهاجس أرقام كبيرة تشير إلى ضحايا العمليات الانتقامية ذات البعد الطائفي والتي وصفت بالحالات الفردية، حيث قتل خلال عام واحد فقط أكثر من 1334 ضحية حتى 5 كانون الأول الحالي، و هذه الحصيلة لا تشمل المجازر الواسعة التي ضربت السويداء والساحل. أما نور فقد اعتبرت المشهد الأمني السوري جيد ظاهريا فقط بيد انه شديد الهشاشة فعليا. لحظت زمرد، إحدى فتيات دمشق، ان الجانب الخدمي في البلاد تحسن هذا العام لكن الفوضى الأمنية حجبت. بشار الأسد وحده من تحرر، هكذا قالت مرام ابنة السويداء لمونت كارلو. بعد عام على التغيير، يرى سوريون كثر ان الخوف لم يسقط مع الأسد و ان زنزانة الماضي أصبحت سجنا كبيرا اليوم فيما يصر آخرون على الأمل بمستقبل افضل سيجد سكان هذه البلاد طريقا اليه لا محال.
على مقربة من الذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد، تحولت معاناة طالبي اللجوء السوريين في ألمانيا، وحتى الذين يتمتعون بحماية قانونية مؤقتة، إلى كابوس من الضغوط الجديدة تتلخص في عبارة "الحرب في سوريا انتهت"، أطلقها المستشار المسيحي المحافظ فريدريش ميرتس وأثارت الكثير من الجدل والانقسامات. نسبة رفض طلبات اللجوء ترتفع إلى 99 % وأعداد المرشحين للترحيل بعشرات الآلاف. في مقهى بحي "كالك" الشعبي بكولونيا ينقل ميكرفون مونت كارلو الدولية أجواء القلق والمخاوف في أوساط اللاجئين السوريين.
شح المياه والجفاف الذي بدأ يقلق العراقيين خلال السنوات القليلة الماضية، ما جعل من هطول الامطار تشكل حسرة داخلهم فما سببها؟ مراسلنا من الموصل محمد طلال يجيب على هذا السؤال من خلال هذا الروبورتاج. مع أول قطرة مطر تهطل على العراق، سرعان ما يتنامى الأمل في شوارع البلاد، لكنه سرعان ما يتبدد، تنحدر المياه على اسفلت الشوارع، تلمع فوق الأزقة، وتشق طريقها نحو النهر كمسافرٍ مستعجل، تاركة خلفها ترابًا يزداد شقوقًا ويعاني عطشًا، وبلدًا يطارد قطرة الماء، ويستعطف الدول المجاورة كل عام. محمد نامق صحفي: التصحر الذي حدث في العراق، بالرغم من حدوث أمطار وسيول وفيضانات، من المفترض على الحكومة بناء السدود إكمال سد بادوش في نينوى، لكن مع الأسف لم يتم استغلال هذه الأمطار، حتى تركيا إذا قامت بفتح الماء على العراق، لن يتم الاستفادة منه، سيدخل الى البلاد ويخرج منها دون أي فائدة، ولايوجد لغاية اليوم أي توجه من الحكومة العراقية تجاه هذا الأمر. يقول مختصون إن العراق يملك ما يكفي من الفرص لينقذ مياهه ويحولها إلى خزين طويل الأمد، فالأحواض الطبيعية والمسارات التي تنزل فيها السيول يمكن أن تصبح سدودًا وخزانات لو استقرت القرارات، لكنه موسمٌ آخر سيمر بالطريقة ذاتها، سيول تهبط من سفوح القرى، تغمر الطرق، ثم تفلت من قبضة الدولة دون فائدة. رائد يحيى مدير دائرة الموارد المائية في نينوى : العراق حقيقة ليس بحاجة الى سدود كبيرة، لأن لدينا فراغات خزنية في السدود القائمة، لذلك توجهة الوزارة حاليًا الى إنشاء سدود حصاد المياه، ودخلت هذه العملية حاليًا حيز التنفيذ حيث أحالت الوزارة ثلاثة سدود في محافظة نينوى، الى جانب محافظة كربلاء ومحافظة السماوة، وذلك عن طريق شركة تركية ضمن الخطة الإطارية. وفي الشارع، يقف الناس يتأملون المطر وهو يزورهم مثل ضيف كريم لكنه لا يترك شيئًا وراءه، يرون الحقول تذبل، والآبار تنخفض مستوياتها، ويسألون بأسى: لماذا تُترك هذه المياه تضيع كل عام؟ ولماذا لا تُبنى منظومة تحبس هذا الخير بدل أن يرحل في كل مرة نحو المجهول؟ علاء الساعاتي ناشط بيئي: فقط عندما تظهر الأزمة تحدث تحركات وزيارات خاصة الى تركيا، لاينتج عنها اتفاقات معترف بها دوليًا، وانما هي مجرد اتفاقات حبر على ورق، بينما لايوجد لغاية اليوم إتفاقية عراقية تركية تلزم تركيا بإعطاء العراق حصته المائية. وفي النهاية، يبقى المطر شاهدًا على مفارقة موجعة، يغسل المدن ويرحل، بينما يبقى العطش مقيمًا بين الناس.
من قلب المبادرات التي اختارت أن تواجه الصمت بالوعي… ظهرت مؤسسة سيف لحماية الأطفال. منظمة مصرية غير ربحية، أسستها وتديرها سارة عزيز، لتكون واحدة من أوائل الجهات التي تعمل بجدية واحتراف على حماية الأطفال من التحرش والعنف. من خلال برامج تدريب، وحملات توعية، ومحتوى متخصص، أصبحت سيف مساحة أمان تُعلِّم الأطفال حقوقهم، وتمنح الأهالي الأدوات التي يحتاجونها لحماية أبنائهم… وتعيد رسم حدود الأمان داخل كل طفل.
في خضمّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، و مع التراجع المستمر في الخدمات الأساسية وارتفاع معدلات الفقر بين المواطنين، تتزايد ظاهرة انتشار المخدرات بين طلاب المدارس والمراهقين في العاصمة جوبا بدولة جنوب السودان، ما يهدد مستقبلهم و يضع المعلمين و الأسر أمام تحديات متفاقمة داخل بيئة يُفترض أن تكون آمنة. تتسلل المخدرات خفية إلى ساحات المدارس، مهددةً الطلاب والمراهقين في عمر الأمل، وسط غياب الرقابة من الجهات المختصة، و غياب العقوبات الرادعة لتجار "الحقائب السوداء" الذين يُلقى القبض على بعضهم في المعابر و غيرها ، تدخل المواد المخدرة بطرق متعددة عبر التهريب في مختلف القنوات و المعابر. تعاني أسر كثيرة من القلق على مستقبل أبنائها، بعدما أصبح بعضهم فريسة سهلة لتجار السموم المحمولة في حقائب صغيرة. و وفق شهادات بعض طلاب المدارس، أصبح بيع المخدرات في الشوارع و بعض الصيدليات، وحتى في بعض المتاجر العادية، أمراً في متناول أيدي الشباب المراهقين في العاصمة و المدن الأخرى. و يؤكد المعلم في المرحلة الثانوية بجوبا، عوض سبت: "إن الظاهرة أصبحت موجودة بشكل دائم وسط الشباب المراهقين وطلاب المدارس، وإن المخدرات باتت خطراً كبيراً جداً، مرجعاً ذلك إلى غياب الرقابة من المجتمع و الأسر". وتضيف المُدرسة حواء عبد الرحمن مدوت قائلةً: "الظاهرة انتشرت بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة بشكل مروّع، حتى وصلت إلى المدارس ،وكما تعلمون، فإن دولة جنوب السودان ظلت تعاني منذ فترة طويلة من الحروب و المشاكل الاقتصادية حتى اليوم، لكن مع ذلك يجب على المرء أن يكون قوياً ليستفيد من حياته، و ألا يلجأ إلى تدمير نفسه مهما واجه من مشاكل". و ما يزيد الأمور سوءاً أن المرافق التعليمية لا تملك برامج توعوية كافية، و لا كوادر متخصصة في الدعم و الإرشاد النفسي، مما يجعل الطالب ضحية جاهزة، و غالباً ما ينتهي به الأمر في المستشفى بعد أن تتمكن المادة المخدرة من جسده. من جانبها، تؤكد ليندا إزاردا، المرشدة النفسية بمستشفى جوبا التعليمي، لمونت كارلو الدولية خطورة الوضع: "نستقبل المرضى بانتظام، لكن عندما يتعلق الأمر بالشباب والطلاب، و خصوصاً الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 22 عاماً، نلاحظ تزايداً كبيراً في تعاطيهم للمواد المخدرة. كثيرٌ منهم يستخدمون مادة تُعرف باسم ICE، المعروفة أيضاً بـ'تينغ تينغ' أو 'شاولين'. من خلال الحالات التي ترد إلينا، لاحظنا أن كلا الجنسين يتعاطى المخدرات، و لذلك نراها مشكلة حقيقية. هذا يُمثل تهديداً فعلياً في الوقت الراهن، و استجابةً لذلك، قمنا بوضع خطة استراتيجية لمعالجة المشكلة، وسيتم تنفيذها خلال السنوات الأربع إلى الخمس القادمة من أجل تدارك الوضع". و يرى الصحفي فيصل كوري، نائب رئيس تحرير صحيفة "الوطن"، أن أسباب انتشار الظاهرة تعود إلى عدة عوامل، منها الأزمة الاقتصادية التي أفرزت واقعاً اجتماعياً أليماً، إضافة إلى موجات النزوح و اللجوء التي هددت سلامة المجتمع، و كذلك الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي التي تروّج لمثل هذه الظواهر المتعارضة تماماً مع عادات وتقاليد شعب جنوب السودان. ويضيف: "نجد الكثير من الشباب اليوم قد فقدوا فرص التعليم، و ابتعدوا عن مقاعد الدراسة و فرص العمل، فأصبحوا يبحثون عن رزق يومهم وسبل عيشهم في عالم افتراضي، بدلاً من مواجهة الواقع، ما جعلهم يقلدون سلوكيات دخيلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. و نتمنى من الجهات المختصة أن تسعى بجدية لإيقاف هذه الظاهرة المدمرة لمجتمعات جنوب السودان". في ظل غياب تدخل فعّال، كما هو الحال الآن، و مع عدم وجود جهود واضحة تُبذل للتصدي لهذا الدمار الصامت من قبل السلطات المختصة، فإن العواقب قد تكون وخيمة. لذا، تبقى المسؤولية الكبرى في الحماية على عاتق الأسرة و المدرسة، و على المجتمع بأسره.
في أجواء يملؤها الترقّب والفرح، يعيش اللبنانيون أياماً استثنائية استعداداً للزيارة التاريخية للبابا لاوون الرابع عشر، في أولى محطاته الرسمية خارج الفاتيكان. وتنبض المدن والبلدات بحركة تحضيرية واسعة تعكس شوق الناس لهذا الحدث الروحي والوطني الجامع.
تعد ظاهرة العنف ضد المرأة في مصر واحدة من أخطر القضايا الاجتماعية التي تهدد استقرار الأسرة والمجتمع. فالعنف، بجميع أشكاله الجسدية والنفسية والجنسيّة، لا ينتهك كرامة المرأة وحقوقها الأساسية فحسب، بل يترك آثارًا عميقة على صحتها وأمنها ومستقبلها. ورغم خطورة هذه الظاهرة، إلا أن الدولة المصرية اتخذت خطوات مهمة لمواجهتها، حيث يجرّم الدستور أي اعتداء على المرأة، كما يعاقب قانون العقوبات على جرائم التحرش والاعتداء الجنسي وختان الإناث بعقوبات مشددة. ورغم ذلك، ما زال غياب قانون موحّد للعنف الأسري يمثل تحديًا يستدعي مزيدًا من الجهود لحماية المرأة وتعزيز وعي المجتمع بخطورة هذه الممارسات.
المهرجان الذي تنظّمه مكتبة سراج ودار الحكايات، انطلق في 17 نوفمبر ويتواصل حتى 23 نوفمبر، يحتفي بالموروث الشعبي الفلسطيني وبقصص الحاضر الموجِع، ويتنقل في عروضه بين مناطق عدة في الضفة والقدس وكذلك غزة، ويضم حكواتيين فلسطينيين وأجانب. أما مكتبة سراج، المنتشرة في 13 قرية ومدينة ومخيم فلسطيني، فهي جمعية خيرية فلسطينية تأسست عام 2005، وتضم إلى جانب الكتب المتنوعة، أكاديمية للحكواتيين، إحياء لموروث شعبي اختصت به النساء في فلسطين على مدار آلاف السنين.
ارتفعت قضايا الطلاق بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة في المغرب، حسب التقرير السنوي للمندوبية السامية للتخطيط. ولاحظ التقرير المعنون بـ”المرأة المغربية في أرقام” هيمنة الطلاق الاتفاقي الذي بلغت نسبته 89.3%، بعد أن كانت نسبته عام 2014 تقدر بـ63.1%، ما يعكس ميلا متزايدا نحو الحلول الودية في النزاعات الأسرية. ورصد التقرير ارتفاعا في معدل العزوبة عند سن الخمسين، وسجل التقرير ارتفاع نسبة الأسر التي ترأسها نساء إلى 19.2% على الصعيد الوطني عام 2024، بعدما كانت تقدر بـ16.2% عام 2014، أي ما يقارب خمس مجموع الأسر المغربية، وتصل هذه الظاهرة في الوسط الحضري إلى 21.6%، مقابل 14.5% في العالم القروي. وتوقف التقرير عند تحول كبير في فئة الأسر أحادية الوالدين (أب أو أم مع ابن غير متزوج أو أكثر)، مسجلا كون النساء يشكلن 39.7% من أرباب هذه الأسر في عام 2024، مقابل 1.2% فقط للرجال، ما يعكس تصاعد دور المرأة كمصدر رئيسي للإعالة والمسؤولية الأسرية. وأكد تقرير المندوبية السامية للتخطيط أن الأرامل يشكلن أكثر من نصف النساء المعيلات (54.7%)، ملاحظا تراجع زواج ما دون السن القانوني إذ انخفضت نسبة من تزوجن قبل 18 سنة من 15.9% سنة 2004 إلى 8.4% سنة 2024.
كشفت إحصاءات حديثة عن قضاء أكثر من نصف مستخدمي الإنترنت في السعودية سبع ساعات وأكثر يوميا في الشبكة المعلوماتية. انعكاس ذلك على الحياة الاجتماعية وما بات يعرف بالعائلة الالكترونية.
عاد صوت الطلاب يملأ ساحات المدارس الخاصة التابعة للكنائس المسيحية في محافظة الحسكة، أصوت غابت طويلا، لتعود اليوم معلنةً بداية فصل جديد من الأمل والحياة.. يشرح الأب القس كبرئيل خاجو، المشرف العام على مدارس الأمل الخاصة التابعة للسريان الأرثوذكس في الجزيرة السورية، تفاصيل العودة: ’’يبدأ الدوام في مدارسنا بعد الاتفاق الذي جرى مع هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية ، أهمية الاتفاق تكمن في عودة آلاف الطلاب إلى المدارس الذين يدرسون في مدارس الكنائس بالطبع، اليوم سعادتنا في الأمر بأنه يعيد الحياة الى البلد ،ويعيد البسمة إلى وجوه الأطفال الأن المكان الطبيعي للطفل في هذا الوقت أن يكون على مقاعد الدراسة، فاليوم هي رسالة نوجهها إلى كل العالم ولكل الخيرين في العالم، أن سوريا تستحق كل الخير، وأبناء سوريا يستحقون كل الخير’’ فرحة العودة إلى المدارس لم تقتصر على الطلاب وحدهم... بل شاركهم فيها المعلمون والإداريون ، الذين رأوا في هذا اليوم كعودة الروح للجسد ، يقول قرياقس يعقوب داؤود مدير ثانوية الأمل الخاصة: ’’في هذا الصباح المبارك استقبلنا أبنائنا الطلبة في قلوب يملأها الفرح ، عودة أبنائنا الطلبة لمقاعد الدراسة بعد الاتفاق الذي تم ، وهنا نتوجه بالشكر الجزيل لكل من شارك بإنجاح هذا الاتفاق بعودة الطلبة ليتابعوا تعليهم في مدارسنا وفق مناهج وزارة التربية الحكومية’’. الطلاب كشفوا إنهم اشتاقوا إلى مقاعدهم، إلى دروسهم، إلى زملائهم... الطالب في المرحلة الابتدائية جرير العطية: ’’أنا مبسوط كثيراً لأنني عدت مرة ثانية إلى مدرستي، واشعر بالفرح لأني رأيت أصدقائي ومعلماتي مرة أخرى’’. بينما تشاركه الرأي طالبة المرحلة الثانوية سليلة القادري: ’’كثير فرحنا بعودة الدوام إلى المدرسة وهذا مكاننا الطبيعي هو مكان كل الطلاب والشباب’’. التعليم... حقٌّ طبيعي وبديهي، تكفله القوانين الدولية، وتحميه القيم الإنسانية .. وبعودة افتتاح المدارس الخاصة عاد الأمل للأهالي بعودة جميع المدارس الحكومية للعمل، تقول السيدة أحلام: ’’عودة افتتاح المدارس التابعة للكنائس المسيحية افرحتنا جميعاً سواء الأهالي والطلاب ، ومن حق أولياء الأمور اختيار المنهاج الذي يرونه مناسباً لدراسة أبناءهم’’. يتطلع الآلاف من سكان الجزيرة السورية أن تفصل أمور التعليم والمدارس عن التنافس السياسي والعسكري بين الأطراف بشكل سريع.
مع انتهاء التصويت العام، على مرشحي الانتخابات البرلمانية العراقية، تشهد شوارع مدينة الموصل ظاهرة غريبة تتكرر في كل دورة انتخابية، فما هي هذه الظاهرة؟ في شوارع مدينة الموصل التي تزدحم بصور المرشحين، لم يعد المواطن الفقير يقرأ الوجوه أو الشعارات، بل يحدّق في الإطارات الحديدية التي تحملها. هناك، عند مفترقات الطرق، يعد معدموا المدينة الايام والساعات للإنقضاض على الدعامات والأنابيب التي كانت تحمل صور المستقبل الموعود. رمزي جليل - مواطن: الإستفادة الوحيدة من هذه الإنتخابات بصراحة هو الحديد الخاص بالدعاية الإنتخابية، أنا اسكن في حيّ فقير وكل أهالي المنطقة يقولون مع اكتمال التصويت سنتوجه ونأخذ الحديد الخاص بها لبيعه هنا في المنطقة الصناعية انتعش الحدادون وأصحاب المهن ماديا مع بدء السباق الإنتخابي، يشعر بعضهم بالحزن مع انتهاء موسم الدعاية الإنتخابية، ليعود الكساد والركود الأقتصادي مجددا ويقابلهم على مدار العام. مؤمن ماهر - حداد: نحن على طول السنة بدون عمل خصوصًا أن الوضع الإقتصادي بمدينة الموصل سيء جدًا، ربما نعمل خلال الشهر مرة واحدة او مرتين، لكن مع الموسم الإنتخابي تحدث حركة في السوق يكون هناك اقبال من المرشحين او الكتل الاي ينتمون اليها، نصنع لهم الصور والركائز ويشهد السوق حركة لم تعد السياسة تعني لهذه الفئة شيئا بحسب مراقبين، الوجوه التي تتبدل كل دورة لا تُطعم طفلًا، ولا تُسكت ألمًا، أما الحديد فله ثمن، يُباع ويشترى، بعضهم يقول إن هذا ما تبقى من العملية السياسية خردة يمكن تحويلها إلى رغيف، مشهد يوجع أكثر مما يُضحك. مجدي سالم - مراقب: اليوم نرى منزل لمواطن فقير مدمر وبجانبه كميات كبيرة من الدعايات الإنتخابية، التي لو جُمعت مبالغها، لساهمت في إعمار هذا المنزل المدمر، مع الأسف المال السياسي يستخدم في الدعايات الانتخابية، واليوم أكثر الأحزاب السياسية تصرف أموال كبيرة، من أين لها هذه الأموال الباذخة؟ ومع إغلاق صناديق الإقتراع مساءً ، تُحمل هذه الصور، ووعود التغيير، فوق عربات صدئة متهالكة، توخذ الى سوق الخردة، هناك، حيث تُقاس السياسة بالكيلوغرام، والوعود توزن بميزان الحديد.
تتصاعد الأزمة السودانية يومًا بعد يوم، ومعها تتزايد المخاوف من تأثيرات تتجاوز حدود السودان لتصل إلى جارتها الشمالية مصر. فبين الأمن والاقتصاد، تقف القاهرة أمام تحدٍّ جديد على حدودها الجنوبية. منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في السودان، تتابع القاهرة تطورات المشهد بحذر بالغ، فالمعارك في الخرطوم ودارفور لا تقتصر أثارها على الداخل السوداني فحسب، بل تمتد إلى دول الجوار وفي مقدمتها مصر، وهو ما يشير إليه السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق" دارفور تمثل عمقا استراتيجيا مهما للأمن القومي المصري والعربي، واستمرار تدهور الأوضاع هناك ينذر بتداعيات خطيرة على استقرار الإقليم بأسره. وجددت القاهرة دوما رفضها لأي محاولات لتقسيم السودان أو إنشاء كيانات موازية لذلك. إن استقرار السودان هو امتداد مباشر لاستقرار مصر والمنطقة بأسرها. ويرى الخبراء أن مصر تتعامل مع الأزمة السودانية كملف أمن قومي من الدرجة الأولى. فهي لا تريد الانخراط في الصراع، لكنها تتحرك دبلوماسيا لدعم الحل السياسي وفي الوقت نفسه تعزز وجودها الأمني على الحدود لمنع تسلل المسلحين أو تجارة السلاح. الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية والخبير الإستراتيجي بجامعة قناة السويس: اتخذت مصر إجراءات أمنية متقدمة تشمل تعزيز الوجود العسكري في المناطق الحدودية، واستخدام أنظمة مراقبة إلكترونية وطائرات مسيرة لرصد التحركات المشبوهة، مع تشديد الرقابة على طرق التهريب التي ربما تستغلها جماعات مسلحة أو تجار سلاح. لكن التأثيرات لا تقف عند الشق الأمني فحسب. فالدكتور محمد خالد شعبان، الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، يرى أن للأزمة انعكاسات اقتصادية مباشرة على الداخل المصري أيضاً: هذه الأعمال القتالية أثرت بشكل كبير على خطوط الإمداد الغذائية، لأن السودان كما نعلم ترتبط وتعتبر من المصادر المهمة للحوم والحبوب للأسواق المصرية وتراجع حركة التجارة بين البلدين نتيجة الحرب الدائرة، أدت إلى ارتفاع تكلفة الواردات الغذائية داخل مصر. أما الخبير في الشؤون الدولية الدكتور حسن سلامة، فيرى أن القاهرة تتحرك دوليا على محورين إنساني وسياسي في أن واحد، إلى جانب تفعيل خطط طوارئ داخلية لاستيعاب اللاجئين السودانيين القادمين إلى الأراضي المصرية: هناك مخاوف حقيقية لدى القاهرة من أن يؤدي سقوط الفاشر إلى ظهور شبح التقسيم وظهور دولة ثالثة، يعني في ضوء استمرار القتال في داخل السودان ما بين الجيش السوداني وما بين حميدتي. أعتقد أن المسألة ستستلزم ضبط الحدود لتجنب أي تأثيرات سلبية لأي انهيار محتمل داخل السودان. وفي ظل استمرار المعارك تبقى مصر في حالة ترقب واستعداد تسعى لتقليل تداعيات الأزمة على أمنها واقتصادها، وتدفع في الوقت ذاته نحو حل سلمي يحفظ وحدة السودان ويصون استقرار الإقليم بأكمله.
بعد مرور عشر سنوات على الهجمات الإرهابية "شموع باريس لا تنطفئ"، هو عنوان روبورتاج أعدته فائزة مصطفى بمناسبة إحياء ذكرى الإعتداءات العنيفة التي شهدتها العاصمة الفرنسية، وراح ضحيتها أكثر من مائة وثلاثين قتيلا. كل شيء يبدو هادئا في شارع فولتير بالدائرة الحادية عشر الباريسية، وهو الذي شهد قبل عشرة أعوام أعنف اعتداءات إرهابية. لكن ما إن ندنو من مسرح باتكلان الذي شهد هجوما داميا خلف نحو تسعين قتيلا، نجد باقات من الورود معلقة على الجدران وأخرى موضوعة على الرصيف. الفضاء الثقافي الذي أوصد أبوابه استثناء بمناسبة إحياء الذكرى، يواظب على إقامة نشاطاته الفنية كرسالة تحد وصمود، لكن العازف الموسيقي باسكال مازال يجد صعوبة في الدخول الى هذا المكان والعمل فيه مجددا بسبب ما حدث، يقول إذاعة مونت كارلو الدولية: يجب أن تستمر الموسيقى، لكن بالنسبة إليّ، أصبح مسرح باتاكلان أشبه بمعبدٍ حزين، نظرًا للعدد الكبير من القتلى الذين سقطوا تلك الليلة. وبحكم عملي في مجال الفن، أتصوّر كيف كانت القاعةُ ممتلئةً بالجمهور حينها، وأتخيّل حجمَ الرعب الذي عاشوه، لذلك أنا غير قادر على الدخول إلى هناك، سواء في إطار عملي في الفن أو حتى كمشاهد. يتوقف الناس في الحديقة المقابلة لمسرح باتكلان، يتأملون اللافتة التذكارية حيث نقشت أسماء الضحايا، يشعلون الشموع ويضعون الزهور، ضمن تقليد واظب عليه سكان الحي وحتى السياح الأجانب تعبيرا عن تضامنهم، من بين هؤلاء ستيفاني التي تحدثت لإذاعتنا: أنا حريصةٌ على الحضور هناك بشكل رمزي، من أجل تكريم كل أولئك الذين عانوا وماتوا في تلك الاعتداءات المروّعة. هناك الكثير من الأشخاص الذين نَجَوا، لكنهم يعانون اليوم نفسيًا، وبعضهم جسديًا أيضًا، ومن المهم جدًا ألا ننسى. بقي أولفييه وفيا لعادة شرب قهوته في مقهى "لابيل إيكيب" في شارع شارون، بالدائرة الحادية عشرة الباريسية، رغم الذكريات الأليمة التي تخيم على المكان، كغيره من المحلات التي تعرضت واجهتها الى إطلاق النار من طرف الإرهابيين في تلك الليلة السوداء ما خلف عشرات القتلى وسط الزبائن، فالحياة بالنسبة له يجب أن تستمر هذا ما صرح به لإذاعة مونت كارلو الدولية: بطبيعة الحال، هي نقطة سوداء في تاريخنا، ويجب علينا أن نستمر في الحياة من دون أن ننسى، لأن ما حدث أصبح جزءًا من ذاكرتنا الجماعية. من واجبنا أن نأتي إلى هنا لنترحّم على الضحايا، وأعتقد أن ذلك مهم جدًا بالنسبة لعائلاتهم. أن تتمشى في الشوارع بالدائرتين العاشرة والحادية عشر البارسيتين، وحتى ضاحية سان دوني، أي المواقع التي شهدت الهجمات الإرهابية، يجعلك تشعر أن عاصمة الأنوار شبيهةٌ بطائر الفنيق الأسطوري، تنهض من رماد الألم لتستعيد نبضها بالحياة والفن.
كشفت إحصاءات حديثة عن قضاء أكثر من نصف مستخدمي الإنترنت في السعودية لسبع ساعات وأكثر يوميا في الشبكة المعلوماتية. انعكاس ذلك على الحياة الاجتماعية وما بات يعرف بـ "العائلة الإلكترونية" كما يشير مراسلنا أحمد الديحاني في هذا الريبورتاج.
على مدى الأشهر الماضية، نفّذ الجيش الإسرائيلي حوالي 45 استهدافًا لجرافات وحفارات في مناطق مختلفة من الجنوب والبقاع. كان أكبرها وأشدّها استهداف معارض المصيلح، حيث يقف عماد طباجة صاحب أحد المعارض وينظر إلى جنى عمره الذي صار رمادًا ويقول: ضربونا ضربة قاسيّة، قويّة وكبيرة جدًّا. حجم الخسائر لدينا يقدّر بحوالي 4 ملايين ونصف إلى 5 ملايين دولار، عدا عن أضرار البناء، فنحن لدينا مبنيان أحدهما مسح كليًّا. المبنى احترق بشكل كامل، منزلي الموجود فيه تضرّر ولكن أحمد الله على سلامة عائلتي، فأنا كنت خارج البلاد. وفي بؤرة صغيرة عند مدخل رميش، يركن حنا جرجور حفارته التي ما عاد يسترزق من خلالها: كنت أعمل في يارون مع مجلس الجنوب على إزالة الردم مقابل أخذ الحديد حين تمّ استهداف "حفّارتي"، ولكن أحمد الله أنّني لم أكن عليها أثناء الإستهداف. كلفة إصلاحها كبيرة جدًّا، وحاليًّا عملنا متوقّف. آليّة حنا كغيرها من الآليّات ممنوعة من مزاولة أعمال رفع الركام، إلّا بعد التّحقّق من مجموعة تفاصيل ومواكبة من الجيش اللّبناني واليونيفل في بعض القرى، كما يشير رئيس مكتب مجلس الجنوب في قضاء بنت جبيل المهندس فؤاد صعب الذي يؤكّد استمرار أعمال الجرف رغم المحاذير الأمنيّة: لا زلنا نعمل رغم كلّ التحديات وليس صحيحًا ما قيل عن سحب الآليّات وتوقّف عملها، إنّما هناك حذر في بعض البلدات كعيتا الشعب، راميا ومارون الرأس. وبعد المسار الجديد الذي اتّخذته إسرائيل بطبيعة أهدافها، يسأل كثر عن دلالات هذا التّحوّل النّوعي وأهدافه، والعميد الركن المتقاعد محمد رمال يجيب: تهدف هذه الاعتداءات إلى تهديد السيادة الوطنيّة بالدرجة الأولى، ولكن في الوقت الراهن تهدف إلى القضاء على أي مبادرة لإعادة الإعمار ولو أنّها تتمّ بالوسائل الذاتيّة ومحدودة أي أنّها ليست على نطاق واسع يشمل كلّ المناطق التي استهدفت خلال الحرب. إسرائيل تقول اليوم للدولة اللّبنانيّة أن عمليّة إعادة الإعمار أو العودة الكاملة هي غير واردة في الوقت الحاضر، لأنّه من الواضح أنّ إسرائيل تنتظر ثمنًا سياسيًّا كبيرًا من الدولة اللّبنانيّة قبل التوقّف عن هذه الإعتداءات. أصوات الجرافات هذه- وإن تقلّصت- لكنّها لم تختفِ، ما يعني أنّ إسرائيل فشلت في هدفها حتّى الساعة، لكنّها نجحت حتمًا بإبقاء الجنوب تحت ضغط نفسي دائم والجنوبيّين في دوامّة أسئلة حول أمانهم، حمايتهم، تعويضاتهم وعودتهم.
يتجدد الاهتمام بإحياء اللغة الهيروغليفية، رمز هوية مصر القديمة، مع كل حدث متعلق بالحضارة المصرية القديمة، وهو ماحدث مع افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر. فقد أطلقت مكتبة الإسكندرية موقعًا تفاعليًا لتعليم الهيروغليفية بطريقة مبسطة، فيما أطلقت مؤسسة زاهي حواس مبادرة لتعليم اللغة المصرية القديمة للأطفال والشباب، تأكيدًا على أن تراث مصر لا يزال حيا يلهم الأجيال الجديدة.



